بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الحادي عشر للثاني والعشرون
المحتويات
بأيه
أجابها باختصار
بيا.. في مصېبة احسن من كدا تشغلي بالك بيها
رغما عنها غافلتها أحدي بسماتها الخجلة التي اخترقت قلبه فقال بخشونة
متفكريش في حاجه غير انك بعد اسبوع من النهارده هتبقي مراتي.
و في خلال الأسبوع دا عايزك ترمي الكسوف دا على جنب مانا مش كل ما هقول كلمتين هلاقيكي لونتي كدا. كدا خطړ عليك
الشعور خاصة أمام رجل مثله قادر على إخضاع جميع الحواس و المشاعر.
بأعجوبة افلتت من بين براثن نظراته وحاولت أن تبدو شجاعة حين قالت
ارتسمت ابتسامة حلوة على ملامحه العاشقة و زينتها لهجته العابثة حين قال
ماليش آخر.. وبعدين متستعجليش على رزقك. اسبوع واحد و هشوف الشجاعة دي أخرتها ايه.. يارب منجبش ورا بس .
انهي كلماته و قام ب جذبها خلفه ل يتوجهوا الي البوابة فوجدوا تهاني ب إنتظارهم و التي قالت بلهفه
اومأت جنة بهدوء تجلى في نبرتها حين قالت
تسلمي يا طنط . الحمد لله بقي احسن.. كانوا شويه برد
الحمد لله.. بجولك اي الواد ده محتاچ حضڼ أمه. مالوش غيرك يا بتي.. اوعاك تجسي عليه مرة تانية.. ربنا بيدينا فرص علي طبج من دهب لازمن نستغلوها صوح كده ولا اي يا سليم بيه
طبعا يا حاجه تهاني عندك حق.. محمود في عنينا انا و ممته.. ولا ايه يا جنة
شددت من احتضانها للطفل و قالت بخفوت
عندك حق ..
دخل الجميع الى الداخل و ذهب سالم إلى مروان النائم في السيارة بينما انتظر سليم ليودعها و حين دخل الجميع اقترب منها قائلا بهدوء
حقك عليا لو خوفتك في المستشفى.. انا بس لما بتعصب بتفلت مني شويه..
عادي ولا يهمك.. ليك حق تضايق..
شددت يده علي كفوفها قبل أن يقول بخشونة
اوعي تخاف من الرسالة دي. محدش هيقدر يعمل حاجه. و الخط اصلا اتقفل بعد ما اتبعتت دا حد عايز يضايقنا و خلاص و انا هعرفه و هوريه شغله ..
رفعت أنظارها تطالعه بقوة تجلت في نبرتها حين قالت
بس انا عارفه مين الي بعت الرسالة دي
كانت تتسطح على مخدعها تنظر أمامها بشرود فقد استقرت حالتها الي حد ما وشفيت بعض چروحها ولكنها تركت ندبات كثيرة علي جسدها و كذلك روحها التي أصبحت كثوب مهلهل من فرط تمزقه لم يعد صالحا لأى شئ .
حاوطت نفسها بسور الوحدة و رفضت الحديث مع أي أحد تأكل من الطعام ما يسد رمقها فقط. اختارت أن تعيش ب صومعتها وحيدة تلعق چراحها كحيوان أليف ټأذي منه كل من احتواه. فأصبح منبوذا حتي من نفسه. رفضت وجود الجميع و اختارت نفسها فقط علي أمل أن ېقتلها عڈابها ذات يوم و تستريح.
جلبة قوية في الخارج افسدت وحدتها و خدش سمعها صوتا كانت تعرفه عن ظهر قلب فحاولت أن تتحامل علي جسدها المنهك و الإنتصار علي اوجاعها الهائلة واضعه أقدامها علي الأرض تتوسل لقواها أن تحملها للخارج حتى ترى ماذا يحدث
أخيرا و بعد عناء شديد استطاعت أن تصل الي باب الغرفة وحين أوشكت علي فتحه توقفت كل عضله بها عن الاستجابة حين سمعت صوته الغاضب و هو ېصرخ
أنا بحبها.. و محدش فيكوا يقدر يمنعني عنها..
كان تصريحا مريعا بالحب لم تتوقعه أبدا و خاصة منه.. كان آخر خيط يربطها بالحياة ولكنه لم يكتفي بسحقه بل دمر الجزء المتبقي من آدميتها حين قام بفعلته النكراء بها. هو من كانت تشتكي له خذلان الجميع ليأتي هو و يعطيها ما هو أقسى و أصعب أذاقها ويلات الخزي و الذل و قضى على المتبقي منها والآن يدعي محبتها!
حين يأتيك الخذلان من أكثر مواطنك أمنا تهتز ثوابت الكون بقلبك. ك سماء تخلت عن ظواهرها الفيزيائيه و تحول قوس المطر الخاص بها إلي رمادي ابتلع جميع ألوان الحياة منه..
أخرجها من شرودها صوت والدها الصارخ وهو يقول معنفا
حب ايه يا كلب اللي يخليك تأذيها بالشكل دا الأشكال اللي زيك متعرفش تحب..
صاح عدى بصوت مبحوح من فرط الصړاخ
انت اخر واحد تتكلم عن الحب.. طب انا كنت واطي معاها عشان كان مضحوك
عليا. انما انت كنت واطي معاها ليه أهملت بنتك و رمتها من حياتك و لا اكنها ليها وجود ليه
كان صوت بكاء والدتها يؤذي سمعها بينما لم يستطيع صالح والدها إجابة عدى بل انكمشت
متابعة القراءة