الثالث و العشرون و الرابع والعشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري

موقع أيام نيوز


معرفش عملت كده ازاي. بس انا كنت في أسوأ حالاتي . حسيت جوايا ڼار عماله تاكل فيا و كنت عايز اطفيها بأي شكل.. 
لم تكن يوما ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ .. متحشرجة خاطبها 
اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني .. و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاك ..

الآن بقوة فتابع بصوت تغلغل إلى داخلها محدثا زوبعة أخرى من المشاعر 
لسه زعلانه مني 
لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة 
عينيك بتقول انك لسه زعلانه . وانا مقدرش علي زعلهم . 
ممكن اصالحهم 
كان استفهاما يضعها في مأزق فهي تشتهي قربه دون أن تعلن عن ذلك . تريد الحفاظ علي كبريائها أمامه وبنفس اللحظة ټموت شوقا أمام عينيه التي أسرتها وهكذا اشتعلت حرب الكبرياء و الشوق و لكن خرج الأخير منتصرا فانفلتت الحروف من بين شفتيها بنبرة تكاد تكون مسموعه
ممكن..
التي تتفجر بداخله حين يصبح قريب منها أخذ يقربها منه اكثر و يديه تحتويها بقوة بينما واصل قطف ثمار ثغرها ب نهم مانعا حتى ذرات الهواء من المرور الي رئتيها التي كادت أن ټنفجر من فرط ضغطه عليها فشعرت ب أنها على شفير الهلاك بين ذراعيه حتي أنها استندت بكامل ثقلها فوقه و كان هذا أكثر من محبب إليه ولكن هدوئها جعله يدرك بأنه على وشك إزهاق روحها عشقا فتركها علي مضض وتفاجئ حين وجد وجهها يكاد ينفجر من فرط احمراره  أكبر قدر من الهواء إلى داخل رئتيها فخرج صوته متلهفا حين قال 
أنت كويسه
انت مچنون 
 معلش الحرمان وحش ! 
أفلتت من بين براثنه و قالت بارتباك 
حر.. حرمان ايه 
طافت عينيه عليها بنظرة ذات مغزى شملتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يقول ساخرا
اسألى نفسك ..
لم تكد تجيبه حتي سمعت طرقا علي الباب الذي أطلت منه تهاني بعدما قامت حلا بالسماح للطارق بالدخول 
تجمعت العائلة لأول مرة منذ وقت طويل علي طاولة الغذاء و قد كان جمعا مختلفا خاصة علي قلبه فقد قامت حبيبته بالإشراف علي كل شئ يدور بالمنزل حتي انواع الطعام المعد علي الغداء و قد كانت تدور بكافة أرجاء المنزل أمام أعينه كالفراشة التي تشتهي ألسنة اللهب اختطافها و الاحتراق معها بعيد عن الأعين ولكن للأسف محتم عليه الإنتظار حتي ينتهي من أعماله 
الأكل له طعم تاني النهاردة يا فرح.. تسلم ايدك
هكذا تحدثت أمينة وهي تنظر إلي فرح التي تورد خديها خجلا لإطراء امينة عليها أمام العائلة بأكملها 
بالف هنا يا ماما . انا معملتش غير حاجات بسيطة.. و داده نعمه هي اللي كملت
كفايه وقفتك .. فكرتيني بنفسي وانا قدك كده كنت أقف اشرف علي كل حاجه بنفسي و كان عمك الحاج الله يرحمه يقولي الأكل له طعم تاني يا أمينة..
تدخل مروان ساخرا 
طبعا كان بيشتغلك يا مرات عمي. هو لما تقفي عالاكل وهو بيتعمل طعمه هيتغير يعني ! انا لو من داده نعمه اسيبلكوا البيت و امشي . ايه الظلم دا.
ناظرته أمينة شذرا وقالت بتقريع
ليه فاكره نصاب زيك . وبعدين النفس الحلو بيبان لو حتي قليت بيضة .. و فرح نفسها ما شاء الله عليه ..
أجابها مروان بمزاحه المعهود
و مين يشهد للعروسه . الله يباركلك
 

تم نسخ الرابط