الثالث و العشرون و الرابع والعشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري
.. ليه مقولتش أنك شاكك في الكلب ناجي
كانت الأفكار تطن بعقله كالذباب ولكنه اختصر حديثه قائلا
ناجي غلط لما جه عندنا و هو حس بكدا .. و عرف أن أنا كاشفه
إزاي
سالم بخشونة
لسه معرفتش إيه اللي وراه بالظبط .. بس اللي خلاه يتجرأ و ييجي لحد بيتنا برجليه بعد خمستاشر سنة يبقي مسنود على حاجه تقيلة أوي .. وأنا لازم أعرفها..
و دا إيه علاقته تفتكر مش هو اللي عملها
سالم مؤكدا
هو أو حد تبعه .. دي محاولة عشان يشتتنا و يلهينا و بس الأكيد أنه بيخطط لحاجه كبيرة .. و عشان كدا مش لازم عنينا تغفل ثانية.
أطلق سليم بعض السباب من فمه وهو يتوعد لذلك الرجل فربت سالم على كتفه بقوة وهو يقول مشددا على كلماته
البيت باللي فيه في أمانتك .. أنا مش عارف القذر دا ناوي على إيه محدش يدخل أو يخرج لوحده.
متشغلش بالك.. خلي بالك من نفسك و خليك في اللي أنت فيه ..
تحمحم بخشونة قبل أن يقول بلهجة جامدة
فرح .. بلاش حد يضايقها أو يحاول يضغط عليها لحد ما أرجع .
تفهم سليم حديث أخاه و ما يحمله لذا أومأ دون حديث وانصرف بينما دق جرس الهاتف معلنا عن اتصال فقام سالم بالإجابة ليصدح صوت صفوت قائلا حديثه دفعه واحدة
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
عرفت منين
العيال اللي ضربوا عليك ڼار العربية انقلبت بيهم و ماتوا كلهم ما عدا السواق كان في العناية المركزة و لما فاق أعترف .
سالم بإستفهام
وليه يعملوا كدا
صفوت بحنق
عشان متخيلين أن بما أنكوا رجعتوا تعيشوا في البلد تاني يبقي حد هيترشح للإنتخابات و طبعا الحد دا أكيد أنت .. فبيعملوا قرصة ودن .. عشان متنزلش قدامهم.
و المطلوب
صفوت بحدة
تترشح في الإنتخابات يا سالم و دا أمر مفيش مفر منه..
بمكان آخر في أقصى الصحراء ترجل أحدهم من أحدى السيارات الباهظة متوجها إلى خيمة كبيرة و قام بالتصفيق على يديه ثلاث مرات و ما هي إلا ثوان حتى خرج رجل يرتدي زي البدو متوجها إلى أولئك الزوار و ما أن علم بهويتهم حتى تسمر بمكانه من فرط المفاجئة و خاصة حين خرجت ضحكة ساخرة من فم أحدهم الذي تحدث باللغة الإنجليزية
أريد أمانتي التي تركتها معك منذ اثني و عشرون عاما
يتبع..