الثالث و العشرون و الرابع والعشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري

موقع أيام نيوز


ذهابا و إيابا وهي تصرخ باسمه ولكن لا رد سوي أصوات صاخبة لا تعلم هويتها و فجأة أتاها همسه المټألم الذي كان كنصل حاد اخترق قلبها الذي صړخ من عمق وجعه 
سااااااالم 
زفرت پغضب وهي تتابع عملها الذي كلفتها به تهاني التي وعدتها بأنه آخر عمل ستقوم به في المنزل و من ثم سترسلها لتعمل في المكان الذي تريده فتفاجئت بمسعود الذي كان يحمل بعض المشتريات و يضعها على الطاولة أمامه فلم تعيره إنتباه و تابعت عملها بملل لتجد مسعود الذي تقدم يقف بجوار الطاوله يناظرها بإعجاب تجلى في نبرته حين قال 

معيزاش حاچه تاني يا نچمة 
تجاهلته و قالت بلامبالاه 
لاه..
تابع تودده لها قائلا 
متوكده
أجابته بلهجه حادة 
جولت لاه..
أني حاسس إنك لساتك شايلة مني بسبب اللي حوصول.
قاطعته غاضبة 
شايله منك إيه و بتاع إيه .. و أني مالي و مالك يا چدع أنت .. بعد عني خليني أخلص اللي وراي.
لم يتزحزح و لم يعير نفورها منه أي إهتمام و تابع بسماجه
طب لو فعلا مش متضايجه مني يبجي تثبتيلي ..
للوهلة الأولي بدت وأنها ستستخدم ذلك السکين الملقي بإهمال على الطاوله لنحر عنق ذلك السمج و لكن أتتها فكرة أخرى فلونت ملامحها إبتسامة خبيثة فقالت بلهجة لينة 
 
بجى أنت عايزين اثبتلك أني مش شايلة منيك .. طاب أني هثبتلك .. 
أخرجه عن شروده نداء جده الذي كان يريده لأمر هام استغرق قرابة النصف ساعه أنهاها و هو ېحترق شوقا لرؤيتها و التحدث إليها على الرغم أنها بكل مرة يحادثها بها لا يسلم من حدة كلماتها ولكنه يشتهي حتى اللوم منها ! 
توجه إلى المطبخ بخط تحمل اللهفة ليصطدم بأنها ليست موجودة فتحمحم بخشونة قبل أن يسأل زوجة عمه
إيه يا مرت عمي .. واجفه اهنه وحدك ليه أومال فين البنات يساعدوكي..
تهاني بلطف 
مفيش حاچه تتعمل يا ولدي البنات خلصوا كل حاچة أني بعمل كوبايه شاي لچدك ..
أحتار كيف يسألها عنها دون أن تلحظ لهفته لرؤيتها فقال بإرتباك طفيف 
و ليه مطلبتيش من حد من البنات يعملها .. يعني اجصد أن رچلك وچعاك .. بلاش تجفي كتير ..
ماتحرمش منيك يا ولدي .. بس الموضوع مش مستاهل .. وبعدين چدك ميشربش الشاي غير من يدي..
زفر بحنق و قد قرر أن يسألها مباشرة فقد ضاق ذرعا من المراوغة
بجولك إيه يا مرت عمي .. أنت محتاچه حد ياجي يساعدك اهنه في المطبخ . يعني البنات الي بيشتغلوا مكفيين ولا محتاچه غيرهم ..
تهاني بلهفة
والله يا ولدي من ناحية محتاچة فأني محتاچة فعلا و خصوصي أن البت نعسة اتچوزت و سابت الشغل و نچمة أصرت ترچع تشتغل تاني في الزريبة .. بت غريبة چوي ..
توقف الزمن به حين سمع اسمها و قد اندهش من طلبها الرجوع الي هذا العمل الشاق فلم ينتبه لحديث زوجة عمه الذي قطعه قائلا 
بعدين يا مرت عمي ورايا معاد مهم دلوق..
أنهى حديثه وخرج مهرولا بينما شيعته بنظرات مزهوله من تغيره المفاجئ ..
كانت قطرات العرق تلمع كذرات لؤلؤ على جبينها الناصع البياض الذي تنسدل فوقه بعض الخصلات الهاربة التي لم تهتم لها فقد كانت منشغله بإنجاز هذا العمل الشاق الذي اختارته طواعيه للابتعاد عن هذا الطاغية الذي كانت عينيه تطوف المكان بأكمله بحثا عنها و ما أن وقعت أنظاره عليها حتي تعثرت نبضاته بقوة داخل قلبه الذي قاده إليها بلهفة وما أن وصل إليها حتي توقف إثر وخزات الندم التي اجتاحته حين رأى هذا العمل الشاق الذي حكم عليها به ذات يوم .
بتعملي إيه عندك 
هكذا تحدث متجاهلا معرفته بالأمر فتسمرت بمكانها لثواني قبل أن تجيبه من دون أن تلتفت إليه 
بشوف شغلي ..
واصلت عملها دون أن تعيره أي إنتباه مما جعل الڠضب يبدأ بالتشعب داخله فخرج صوته حادا وهو يحادثها
شغلك اهناك في البيت الكبير إيه رچعك أهنه مرة تانية 
وضعت ما بيدها من أقراص الروث التي تم تجفيفها و التفتت تناظره وهي تقول بقوتها المعهودة 
أني مرتاحه اهنه أكتر
 

تم نسخ الرابط