الثالث و العشرون و الرابع والعشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري
المحتويات
و تابع يثرثر
و كمان أنا و أعوذ بالله من قولة أنا بتمتع بموهبة نادرة الوجود وهي أنني أجيد الإستماع إلى الآخرين
رفعت أحد حاجبيها استنكارا لحديثه فأضاف بتأكيد
اه والله مش مصدقاني ولا إيه
تشابهت ملامحها الساخرة مع لهجتها حين قالت
لا طبعا مصدقاك .. أنت هتقولي .
قالت جملتها و أولته ظهرها عائدة إلى السيارة فألقى نظرة مستفهمة على ريتال و هو يقول بحيرة
ريتال بتهكم
لا طبعا ازاي متصدقكش .. وخصوصا و أنت بقالك ساعه ترغي لما جبتلنا صداع نصفي ..
اغتاظ من حديثها فقال باستنكار
و أنت جالك صداع نصفي من ايه ياللي مكملتيش ست سنين ! اومال لما توصلي خمستاشر سنه هتعملي إيه هنوديك دار مسنين بقي
ريتال بعفوية
مش بعيد مستشفى المجانين لو فضلت عايشه معاك يا مرة !
مرة ! دا أنت نهارك أزرق مش باينله ملامح .. عارفه لو قولتي الإسم دا قدام حد هعمل فيك ايه هشويك عالفحم. هبلغ عنك الأمم المتحدة و أقول في نووي في لسانها ييجوا يقطعوه قبل ما يوديني في داهيه ..
كانت تضع اصبعيها في كلا أذنيها لكي لا تسمع حديثه فقال بإستهجان
عودة إلى الوقت الحالي
اللي تشوفه يا كبير .
سالم بفظاظة
سلام أنت دلوقتي ..
أنهى مكالمته و انشغل للحظات في متابعة تلك السيارة التي كانت تسير خلفه و بداخله هاجس ينذر بالقلق فشعر بأنه يريد سماع صوتها حتي يسكن داخله فقام بالإتصال على الفور ملبيا نداء القلب و ما أن أتاه صوتها حتى اندفع يشاكسها
أتاه صوتها المتلهف يضيئ عتمة الليل الحالك من حوله
لا أطمن مش هقول .. انا كنت بقرأ أنت مكنتش في دماغي اصلا..
قهقه بصخب على لهفة صوتها التي تتناقض مع كلماتها فألهبت جيوش شوقه ليجيبها بتحد
طب عيني في عينك كدا
غمرها الخجل وكأنها أمامه فاصطبغت لهجتها بالرقة حين أجابته بشوق
زفرة حارة خرجت من جوفه المشتعل شوقا والذي تجلى في نبرته حين أجابها
من قبل ما امشي و أنا شايل هم الكام يوم دول ..
كانت صامتة تستمع إلى همسه الدافئ الذي يصلها من الهاتف فيذيب عظامها عشقا و خاصة حين تابع بلهجته الخشنة التي تأسرها دائما
دي آخر مرة هروح في مكان من غيرك..
هكذا استفهمت بخفوت فجاءت الإجابة محمله بأطنان من العشق الذي غمرها كليا
أنت خلاص بقيتي جزء مني .. مقدرش أفارقه لحظة واحدة..
بحبك أوي يا سالم
لم تتح له الفرصة لإجابتها فقد فاجأته صدمة قوية تلقتها سيارته من الخلف فقد بدأت السيارة التي كانت تراقبه بالھجوم فسقط الهاتف من يده و هو يحاول الفرار من ذلك المچنون الذي كانبتلك الھجمات التي أخذ يشنها على سيارته وهو يحاول تفاديها بمهارة فقط ! فاهتزت السيارة بين يديه للحظات ولكنه حاول التحامل على ألمه و مواصلة الهرب فصار ينهب الطريق أمامه و بالمقابل تابعت السيارة ملاحقته ف التقمت عينيه تلك الشاحنة المحملة بالصناديق فقام بمحاولة التركيز على هدفه و تجاهل الألم القاټل الذي يكاد يفتك به و أخراج من مكانه المخصص بالسيارة ليصوب على هدفه بمهارة ثم قام بالضغط بقوة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة بأقصى سرعة و ما هي إلا ثانية واحدة فصلته عن تجاوز السيارة التي انفرطت منها الصناديق كحبات طوق انفرطت عقدته جراء إطلاقه الڼار على الحبال المحيطة بها ليعيق تقدم تلك السيارة خلفه و التي التقمت عينيه في المرآة انقلابها وهي تحاول تجاوز تلك الصناديق فبعد أن اطمئن أنه في أمان صف سيارته بأحد الشوارع الجانبية يحاول تهدئة أنفاسه التي كانت تخرج من صدره كالجمرات جراء تلك الاصاپة التي جعلته يخسر الكثير من الډماء مما أدى إلى تشوش الرؤية أمامه ولكن صوتا ما عزف على مسامعه فقد كانت فرح لا تزال على الهاتف تصرخ بهلع حتي يجيبها فحاول بصعوبة إلتقاط هاتفه والتغلب على ألمه ليطمئنها ولكنه لم يستطع سوى أن يهمس باسمها پألم قبل أن تبتلعه دوامة سوداء
فرح..
قلبها يكاد ينخلع من شدة الړعب حين سمعت أصوات الطلقات و تلك الجلبة التي تأتيها من الهاتف فصارت تنشب الأرض
متابعة القراءة