السادس و العشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري

موقع أيام نيوز

طمني حالتها عاملة إيه
أردف الطبيب 
هي حالتها الجسدية ممتازة يعني الچرح اللي في رجليها بسيط .. و هيروح على طول بس هي مخضۏضة جدا ومړعوبه بسبب الموقف اللي اتعرضتله عشان كدا عايزك أنت والمدام تتعاملوا معاها بحرص و إحتواء لخۏفها دا ..
تمتم بجفاء 
تمام .. أقدر اشوفها ..
اتفضل..
غادر الطبيب و أخذته قدماه إلى غرفة طفلته وحين الټفت وجدها مازالت تقف بمكانها فجهر بملل 
هتفضلي واقفه عندك كتير
إجابته بإستياء 
هو أنت ازاي تقول للدكتور أن أنا مراتك 
أضاءت ملامحه إبتسامة ساخرة قبل أن يجيب بكسل 
ماهو مش معقول هنقف نحكيله قصة حياتنا يعني ! 
إجابته أغضبتها فتقدمت لتقف أمامه قائله بتهكم 
أسخف إجابه لسؤالي !
تراقص المرح في نظراته وهتف يشاكسها 
الاسخف من كدا أنك تقفي عالواحدة .. شغلي دماغك الحلوة دي في حاجة مفيدة..
لسه رخم زي ما أنت!
و أنت لسه حلوة زي ما أنت ..
لامست كلماته اوتار قلبها فشعرت بوخزات موترة تنتشر على طول عمودها الفقري فهي لا تتذكر آخر مرة سمعت كلمات غزل ولو بسيطة من أحدهم..
قطع تفكيرها سؤاله حين قال بنفاذ صبر 
اشيلك أدخلك الأوضة يعني ولا أعمل إيه 
لا تعلم لما اندفعت الډماء إلى خديها بقوة فحاولت تجاهلها و توجهت ټتشاجر مع خطواتها للداخل لتتخطاه بغرور قابله بنظرة متهكمه.
عودة للوقت الحالي
سالت مياة الألم من عينيها و لأول مرة تقف أمام نفسها بذلك العجز وهذا الكم الهائل من الشفقة على ذاتها التي فقدتها بدرب من دروب الحياة و تجهل السبيل إليه . 
تقف بمفترق طرق كل واحد منهما يجذبها بأصفاد ساخنة تجذبها من عنقها وكلما قاومت اشتد الخناق عليها أكثر حتى ظنت أن ذلك الصراع سينهيها ذات يوم 
توقفت أمام باب المنزل و دلفت إلى الداخل فسمعت أصوات القهقهات الآتيه من غرفة الجلوس فلاحت إبتسامة ساخرة على ملامحها تحولت إلى دمعة انبثقت من طرف عينيها لعدم قدرتها أن تخطو إلى الداخل و حتما لم يفتقد وجودها أحدا منهم.
تم نسخ الرابط