الخامس و العشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري
الداخل وهو يصيح
صفوت بيه .. يا صفوت بيه
في ايه يا أخينا انت البيه مش موجود
سب عمار في سره وهو يقول الغفير بحنق
و هياچي مېتا
معرفش ..
طب اني هستناه ..
ادخله الغفير الي المنزل و أجلسه بغرفة الاستقبال فقام بإخراج سلسالها الجميل الذكرى الوحيدة الباقية منها فأخذ يناظره بإعتذار صامت و ما هي إلا دقائق حتي أتي صفوت فقام عمار بوضع السلسال في جيبه و هب لملاقاته فوجده يقول باندهاش
عمار بنفي
لاه متجلجش حلا كويسة .. اني عايزك في موضوع يخصني انا .
موضوع ايه
عمار بقلب محترق
في حد يعز عليا جوي. بدور عليه و مش عارف أوصله ..
صفوت بعدم فهم
لا انا مش فاهم . اقعد كدا و فهمني تقصد ايه
قص عليه عمار ما حدث و انهي كلماته قائلا
تذكر صفوت تلك الفتاة صاحبة المشكلة التي قصها عمران عليه باختصار فقد شعر بالأسي حولها و ازداد شعوره حاليا فنظر إلي عمار بشفقة تجلت في نبرته حين قال
طب هدي نفسك و اشرب الليمون وانا هعمل اتصالاتي و أن شاء الله خير ..
ناوله صفوت كوب الليمون فأمتدت يده تلتقطه باهتزاز فسقط الكأس علي جلباب عمار فقال صفوت بلهفة
عمار برفض
لاه سيبك من الچلابية دلوق . و خلينا في المهم ..
صفوت بعناد
علي ما اعمل كام تليفون هيكونوا نضفوها وجففوها .. اسمع الكلام من غير نقاش
أومأ عمار بصمت و قام بوضع يده في جيبه ملتقطا سلسالها وهو يخلع جلبابه فتحدث صفوت ممازحا في محاولة منه لتهدئته
تشكلت غصة صدئة بجوفه وقال بمرارة
دي آخر حاچة بجيت منيها . رفضت اديهالها زي مايكون كان جلبي حاسس .
لا يعلم السبب ولكنه وجد نفسه يمد يده إليه ليرى السلسال فتفاجئ عمار من فعلته و قام برفعها أمامه دون أن يلمسها فتراقص السلسال أمام أعين صفوت التي تحولت ابتسامته الي صدمة قويه و شعر بأن الكون توقف للحظة عن الدوران حين رأى تلك النجمة التي تتمايل أمامه فامتدت يديه تنتزعها من يد عمار الذي صاح پغضب
لم يستطيع الحديث فقد اهتزت يديه التي قامت بفتح السلسال لتظهر صورة تلك الصغيرة التي لم تفارق خياله أبدا منذ أن فارقها. نعم كانت طفلته التي انتزعتها أيدي الغدر من بين يديه دون شفقه أو رحمة
يتبع.