الخامس و العشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري

موقع أيام نيوز

اول مره تقول حاجه صح في حياتك ..
قاطع حديثهم طرق الخادمة على باب الغرفة تعلن عن وقت الطعام فتحدث سالم آمرا
طلعي العشاء بتاعي علي اوضتي .. و انتوا يالا روحوا اتعشوا..
انصرف الجميع فتوجه إلى الأعلى بخط تحمل اللهفة فقد مرت ساعتان منذ أن تركته و صعدت للأعلى و قد قرر إنهاء ذلك الخصام اللعېن و مراضاتها فقد انشغل عنها كثيرا و من المؤكد أن كل ما تمر به جراء شوقها إليه فهو مثلها يرغب في تحطيم كل تلك الأشياء التي تبعده عنها. 
خطي الى داخل الغرفة فوجدها خالية فاعترته الدهشة فتوجه الى الحمام يبحث عنها فوجده خال فلونت وجهه ابتسامه لم تصل إلي عينيه وهو يعيد خطواته إلى غرفة الملابس و قد تعاظم الڠضب بداخله حين لمح نورها المنبعث من أسفل الباب فقام بالطرق عليه بقوة فلم يأتيه رد و ما أن هم بالطرق مجددا حتي سمع صوت انغام آتيه من الداخل تلاها صوت فايزة أحمد وهي تشدو معاتبة 
بتسأل ليه عليا و تقول وحشاك عنيا. من امتى انت حبيبى و دارى باللى بيا. ياللى بتسأل عليا ملكش دعوة بيا   ياللي بتسأل عليا .. ملكش دعوة بيا .. بتسأل ليه ليه ليه بتسأل ليه عليا 
دهشة عارمة تملكته حين سمع كلمات الأغنية فقد شعر في تلك اللحظة بأن تلك المرأة تنوي إصابته بجلطة دماغية . 
هي حصلت يا فرح مشغلالي فايزة أحمد 
تابع الطرق بصورة أقوى على الباب وهو يزمجر غاضبا  
افتحي الباب يا فرح بلاش شغل عيال ..
شهقت مغتاظه منه وتمتمت بحنق 
شغل عيال ! انا بعمل شغل عيال . و بيزعق كمان ! طب والله مانا فاتحه.. مش فاتحه يا سالم و مش عايزة اتكلم معاك 
علا صوتها حتى وصل مسامعه حين قالت جملتها الأخيرة فانكمشت ملامحه پغضب قاتم و بلحظه قام بضړب الباب بكتفه لينفتح علي مصرعيه فهبت من مخدعها پصدمة حين رأته يتوسط الغرفة ويناظرها بأعين يتطاير منها الشرر وهو يعض علي شفتيه السفليه بوعيد فحاولت تمالك نفسها و استجمعت شجاعتها قائلة بوقاحة 
اخرج بره 
تجاوزت حدود المسموح بالنسبة إليه فبرقت عينيه بدرجة ارعبتها  وبرزت عروق رقبته و تجعدت ملامحه قبل أن يزمجر بۏحشية وهو يقترب منها يهزها بقوة 
انا ميتقاليش أخرج بره.. فاهمه ولا لا 
شهقة خافته شقت جوفها جزعا فلأول مرة تراه غاضبا بتلك الدرجة فتقاذفت العبرات من مقلتيها و شعرت بثورة عارمة في معدتها فوضعت يدها فوق فمها و انتزعت يدها الأخرى من بين يديه وهي تهرول إلي الحمام تفرغ ما في جوفها فتابعها بخطوات قلقة فوجدها تجثو علي ركبتيها بتعب فهوي بجانبها يحتضنها پخوف تجلي في نبرته حين قالت 
في ايه يا فرح 
لم تجيبه إنما أرسلت عينيها سهام العتب الذي نال منه فشعر بتأنيب الضمير تجاهها و قام بحملها متوجها إلى المرحاض و فتح المياة و أخذ يبلل وجهها بلطف و التقط المنشفة و جفف وجهها بحنو ثم قام بحملها ليضعها علي السرير وهو يتوجه الي الباب ينادي پغضب 
سليم 
أطل سليم برأسه من الاسفل فهدر سالم بأمر 
اطلبلي دكتور بسرعة 
انهى كلماته و اغلق الباب خلفه و الټفت يناظرها فقالت بخفوت 
الموضوع مش مستاهل كل دا ممكن شويه برد و يروحوا لحالهم 
اجابها بفظاظة
مش مهم بالنسبالك لكن مهم بالنسبالي.. 
تمتمت بخفوت 
ماهو واضع..
فرح انا ماسك نفسي عنك بالعافيه .. 
هكذا تحدث بحنق فأجابته بانفعال 
انت اللي ماسك نفسك صح انت اللي بتدور عليا و مش لاقيني صح 
اقترب منها قائلا بعتب 
وهو دا بمزاجي و لا انا مبسوط وانا بعيد عنك 
خرجت كلماتها مټألمة حين قالت باڼهيار
طب شاركني عرفني في ايه .. انا معرفش حاجه ومش لاقياك و حاسه اني مش طايقه نفسي ولا طايقه حد ..
رق قلبه لحالها فاقترب يحتويها بين جنبات صدره قائلا بحنو
عندك حق .. بس صدقيني انا معنديش وقت اتنفس . 
صاحت معترضة 
ماليش دعوة عايزة وقت
تم نسخ الرابط