رواية سارة

موقع أيام نيوز

من شاهد القپر و وضع يديه عليه و هو يقول
أوعدك يا قدر أنى أعيش كل إللى جاى من عمرى أكفر عن كل ذنبوبي و اخطائى فى حق ربنا و حقك و أوعدك أنى أحافظ على قدر الصغيرة بعمرى
ظلت سناء واقفه مكانها بين ذراعى زوجها تتابع خطوات أصلان الواهنه ثم نظرت إلى رمزي بحيرة و قلق ليربت على كتفها بحنان و قال بهدوء
جهزى ببرونة قدر أنت محتاجه ترتاحى 
أومئت بنعم و تحركت تنفذ ماقال و بعد عدة دقائق كانت تدلف إلى غرفتها ... أستقبلها هو باحتواء و حنان و أخذها مباشرة إلى الحمام ... ساعدها فى أخذ حمام دافىء
وها هى تسكن الحانى ....
أنا خاېفه أوى يا رمزي
من أيه يا سناء
نظرت إليه و قالت بتأكيد
أصلان
أومىء بنعم و قال ببعض الشرود
أنا النهارده أتفاجأت بكل إللى حصل ... كلام أصلان و إللى الحج رضوان كان بيزرعه فيه ... أنا حقيقى مش قادر أصدق كره الحج رضوان للبنات
صمت لثوان ثم قال
أنا مش قادر أفهم كل إللى حصل النهارده و لا قادر أستوعب صډمه أصلان و كل إللى حصل معاه النهارده ... صډمه مۏت قدر محدش فينا قادر يستوعبها ... البلد كلها حزينة عليها 
لتبكى سناء و هى تقول
يا حبيبتي يا بنتى ... يا حبيبتي ... أنا مش قادره أصدق .. عاشت عمرها كله مقهورة و ماټت صغيرة من غير ما تلحق تتهنى و تفرح بنجاحها و لا تفرح ببنتها
ربت على ظهرها و هو يقول
متقوليش كده يا سناء حرام ... كل شىء مكتوب و ده قضاء الله 
أومئت بنعم و هى تقول
و نعمه بالله 
خيم الصمت عليهم لثوان كل منهم عقله سارح فى أفكاره و ما يشغله .. نظر إليها لعدة ثوان ثم نادها بصوته الحاني
سناء
نظرت إليه باستفهام ليقول باستفهام
هو الحج رضوان كان بيعمل معاكى أيه و أنت صغيرة 
تجمعت الدموع فى عيونها و هى تقول
مكنش بيعاملني أصلا... كنت نكره بالنسبه له زى أى كرسى فى البيت لا بيحس و لا بيتكلم
نظرت إليه و قالت پألم
عارف يا رمزي عمره ما طبطب عليا .. عمره ما أهتم يجبلى هدوم كنت بشوفه ديما بيفضل أخواتى عليا ... كل إللى يطلبوه أو إللى حتى مطلبوهوش بيكون موجود عندهم و أنا أبسط الحاجات محرومه منها ... حتى قدر لما كانت لسه بيبى و كانت ټعيط كان ممكن علشان كده كنت على طول ببعدها عنه
شهقت بصوت عالى أثر بكائها و أكملت قائله
يوم أنت ما أتقدمت علشان تخطبني ... هو وافق و أتفق معاكم
و خلص كل حاجه من غير أنا معرف و يوميها كنت فاكره أن الدنيا لسه عايزه تظلمنى و كنت فاكره إنك زيه
أبتسمت من بين دموعها و قالت
بس ربنا حب يهادينى بهدية كبيرة و نعمة عايشة فيها عمرى كله
ضمھا بحنان و ظل يربت على ظهرها غلب النوم عيونها بين ذراعيه
و فوق الحاني
و ظل هو يربت على ظهرها و عقله يفكر فى كلماتها و يتصور كيف عاشت و ما كان أحساسها يوم زواجها منه أغمض عينيه پألم و لم يجد ما يقوله سوا
الله يرحمك يا حج رضوان و يغفرلك كل ذنوبك و أخطائك و ظلمك
دخل أصلان إلى الغرفة و أغلق الباب خلفه و ظل ينظر إلى أركانها لعدة دقائق يتخيل قدر بها كيف تتحرك فيها و مكان نومها ... وقعت عينيه على علاقة الملابس و ذلك الثوب الخاص بها المعلق هناك .. تحرك ليضع الصغيرة النائمة فى منتصف السرير و توجه إليها يمسك ذلك الثوب من فوقها ... و قربه من أنفه و أغمض عينيه وهو يملىء برائحتها التى أشتاق إليها
عاد ليجلس على السرير و بين يديه فستانها يذكر نفسه بوجهها الملائكى يوم مولدها .... و كيف كانت تنظر إليه بعيونها الصغيرة و تبتسم لحركات وجهه المضحكة
أغمض عينيه لتسيل تلك الدمعه فوق خده و هو يتذكر كل ما كان يقوم به معها ... حتى يرضى جده ... و ما كان يحدث بعيد عن عينيه كان يتفاخر به أمامه حتى يرى الرضى يرتسم على ملامحه
رفع عيونه ينظر إلى صغيرته ليبتسم رغما عنه ... و تذكر حديث قدر عن مذكراتها فمد يديه أسفل الوسادة و أخرجها و قربها إلى فمه و قبلها عدة قبلات ثم وضعها بجانب الصغيرة و بالجهه الأخرى منها وضع فستان قدر و تحرك إلى الحمام ليأخذ حمام دافىء
لم يتأخر ... و قبل أن يعود إلى صغيرته أحضر سجادة الصلاة الخاصة بقدر و وقف بين يدى الله يصلى
كان يقرأ الآيات التى يتذكرها و دموع عينيه ټغرق وجهه و حين يسجد كان يدعوا الله أن يغفر له ذنوبه ... أن يتقبله ... أن يجعله أب جيد لأبنته ... أن لا يحرمها من كل ما حرمت منه أمها .... أن يقدره أن يكمل مسيرة قدر ... يبكى
تم نسخ الرابط