السابع و الثامن و التاسع و العاشر بين غياهب الأقدار نورهان العشري

موقع أيام نيوز


و ظلت معها علي الرغم من غضبه و غيرته التي تملكته حين رأي ذلك الرجل بقربها ولكنه يشعر برغبة ملحه في رؤيتها يريد انتزاعها من بين براثن ذلك البيت. لأول مرة يكن ممزق هكذا بين واجبه تجاه عائلته و بين قلبه المصاپ بعشقها. يعلم بأنه كان اليوم بصدد خسارتها كليا ولكنه لا يتحمل أن يجبره أحد علي فعل شئ. لم يحدث ذلك طوال سنوات عمره الأربعين . لطالما كان هو سيد قراراته و قرارات من يتبعه و الآن يجد نفسه في معركة داميه بين كبرياءه الذي يأبى الإنصياع لما يحدث و قلبه المذعور من فكرة فقدانه لها..

اخرج الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة و خطى بأقدامه إلي الشرفه يحاول استنشاق بعض الهواء النقي عله يطفئ نيرانه المتقدة ولكن دون جدوى فتلك النيران لا يخمدها سواها. نعم يريدها والآن يريد أن يقف معها علي أرض صلبة حتي يعلم ماذا عليه أن يفعل لاحقا..
تفاجئ حين رأي سليم الذي كان يتوجه ناحيه حظيرة الفرس الخاصة بعمه و دون أن يفكر قام باللحاق به فوجده يقوم بوضع السرج علي ظهر الفرس يهيئها حتي يمتطيها فصاح سالم مستفهما 
بتعمل اي يا سليم 
جفل سليم حين سمع صوت شقيقه خلفه فصاح غاضبا
انت لو قاصد تقطع خلفي مش هتعمل كدا!
سالم بفظاظة
مجاوبتش علي سؤالي..
سليم بنفاذ صبر 
رايح اشوف جنة!
ازاي
كلمت فرح عشان اطمن عليها قالتلي أنهم قاعدين في الجنينة فقولتلها هاجي اشوفها حتي لو من بعيد..
حين ذكر سليم اسمها تنبهت جميع حواسه و لمعت عينيه بوميض خاطف قبل أن يقول بصدر خافق 
و من بعيد ليه دي مراتك ..
سليم بحسرة 
مش عايزة تشوفني و عايزة تطلق..
صمت لثوان قبل أن يقول 
دافع عن حبك . البنت دي اتظلمت متستاهلش الي حصلها دا كله..
سليم بصرامه 
هعمل كدا..
سالم بخشونة 
طب يالا عشان منتأخرش..
الټفت سليم بذهول 
منتأخرش! هو انت جاي معايا ولا اي
سالم وهو يمتطي حصانا آخر بعد ما قام بتجهيزه
مش هسيبك تروح هناك لوحدك..
سليم بتخابث
مش هتسبني اروح لوحدى ولا وحشتك
نفرت عروق رقبته و اشتدت ملامحه بينما أجاب بجمود 
هي مين !
ابتسم سليم علي عناد أخيه وقال متحمحما 
احنا فينا من الكذب.. 
سالم بفظاظة
بطل كلام كتير و يالا بينا..
بالفعل توجه الإثنان الي ذلك المنزل الكبير و قام ليم بالإلتفاف الي الباب الخلفي كما هو الإتفاق مع فرح التي قالت بخفوت 
سليم بالله عليك متعملناش مشاكل. هتشوفها من بعيد وتمشي..
سليم بنفاذ صبر 
مش معقول هاجي المسافه دي كلها عشان اشوفها من بعيد يعني هقولها كلمتين و امشي علي طول..
فرح پغضب 
انت هتستهبل.. افرض حد شافك 
سليم بحنق
بقولك اي اسمعي الكلام أنت و ملكيش دعوة و بعدين متقلقيش سالم معايا بره..
تقاذفت ضربات قلبها حتي وصل طنينها إلي أذنيها لدي سماعها اسمه وتسارعت أنفاسها بصورة كبيرة حتي بعثرت الحروف علي شفتيها حين قالت 
و .. هو . اي الي جايبه معاك مش . قولت انك هتيجي لوحدك..
سليم بنفاذ صبر 
بقولك اي سيبك منه المهم عايزك تجيبي جنه عند اسطبل الخيل الي ورا هقولها كلمتين و همشي علي طول..
فرح پغضب 
سليم..
سليم برجاء
وحياة اغلي حاجه عندك يا فرح..
انصاعت لرجاءه علي مضض و نظرت إلي جنة التي كانت تنظر إلي البعيد بنظرات ضائعه و قد تألمت لأجلها كثيرا فتقدمت منها وهي تقول بمرح
عارفه يا جنة مش طلع هنا في اسطبل خيل ..
 جنة بطلي تعملي في نفسك كدا. كل حاجه هتتصلح و هتبقي كويسه بطلي تحملي نفسك فوق طاقتها أرجوك..
أوشكت جنة علي الجدال فقالت فرح بنبرة آمرة 
مش عايزة جدال في الفاضى و يالا بينا تعالي نروح نشوف الفرس واثقة أنها هتخلي ضحكتك الحلوة ترجع تاني 
اومأت جنة بانصياع و سارت خلف فرح التي كانت ترتعب من ظهور أي شخص من المنزل و قامت بالعبث بهاتفها قبل أن تصلها رساله نصيه فقامت بالنظر حولها فرأت سليم الذي كان يختبئ في أحد الحظائر فقالت لجنة
بقولك اي روحي شوفي الفرس دي شكلها قمر اوي
لم تجادل جنة بل سارت إلي حيث أشارت فرح التي قامت بإرسال رساله نصيه لسليم فحواها 
عشر دقايق بالظبط لو طولت وربنا لهنادي علي الغفر انا قولتلك اهو ..
 سيبني .
لم تتحرك عينيه من فوقها انما تعمقت أكثر بالنظر إليها و اكتفى بالهمس 
تؤ مش هسيبك
كان همسه مثير بدرجه كبيرة ولكنها حاولت الثبات قائلة
أنت اي الي جابك هنا في وقت زي دا
اكتفي بكلمه واحده أطاحت بكامل ثباتها و أودت بها الي الهاوية
وحشتيني!
شهقه خافته خرجت من جوفها اثر سماعها كلمته التي لم تكن تتوقعها أبدا فاقترب أكثر منها حتي لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها الرقيقه قائلا بصوت أجش
وحشتيني أوي يا فرح..
لأول مرة تشعر بهذا الضعف الذي سرى كالمخدر في أوردتها و تجلى في نبرتها حين قالت
سالم أرجوك.. بعد الي حصل النهاردة 
سحب أكسجينها الدافئ بين رئتيه قبل أن يقول بنبرة رخيمة
هصلح كل حاجه. 
ارتفعت عينيها تطالع عينيه التي أظلمت بنيران العشق و قالت بخفوت 
ليه
امتدت يديه تتلمس ملامحها بحنان حتي استقرت علي خصلات شعرها التي قام بلف إحداها حول إصبعه وهو يستنشق عبيرها الآخاذ قائلا بخفوت
لسه بتسألي يا فرح
انسابت حروف اسمه همسا من بين شفتيها
سالم ..
فجأة صدح صوت طلقات الڼار من حولهم وووو
يتبع

التاسع بين غياهب الأقدار
يحدث أن ينطق كل شئ بك صارخا أحبك بينما أنت متسلحا ب صمت مطلق خوفا من الوقوع ب فخ عينين اختلط بهم العشق و الرفض معا فتصبح كمن يقف بمنتصف جزيرة تتوسط بحرا هائجا أن بقي بها سيهلك من الوحده و أن جازف والقي بنفسه بين الأمواج الثائرة قد ېموت غرقا أو ربما عشقا
نورهان العشري 
كانت تسير بخطوات ثقيلة تكبلها أصفاد الألم الساكن بصدرها الذي بات التنفس صعبا عليه. تشعر بأن زفيرها تبدلت ذراته من هواء الي ۏجع قاټل يتغذى ببطء الي أشلاء روحها الممزقة و التي أصبحت كسماء حالكه السواد تخلت عن ظواهرها الفيزيائية المتمثلة في قوس المطر الذي بهتت ألوانه و اندثر بريقه بين طيات عڈابها متحولا إلي ظلمة ابتلعته كما ابتلعتها معه و تبدلت كل مبهجات الحياة في عينيها التي زهدت كل شئ فتساوى بنظرها القبح و الجمال و لم يعد يلفت انتباهها شئ و لا حتي أن تلك الفرسة الجميلة التي كانت تصهل بقوة و كأنها تحاول جذب انتباه تلك اللوحة الحزينة لامرأة حتي حطامها لم ينجو من بطش القدر .
وبعدين معاك انا مصدعة بجد .. 
هكذا تحدثت جنة وهي تنظر إلي الفرسة التي كانت تصهل بقوة مما جذب انتباهها أخيرا فتقدمت منها و قامت بإلتقاط إحدى حبات الجزر لتطعمها إياها و لكن الفرس تراجعت للخلف بطريقه مريبه فتحلت بفضيلة الشجاعة و فتحت باب الحظيرة وخطت إلى الداخل لمعرفة ما بها تلك المسكينة ولكنها سرعان ما تسمرت بمكانها وهي ترى ذلك الذي كان يختبئ بزاويه مظلمه في أحد الأركان و ما أن رآها حتى خرج من مخبأه بطلته الخاطفة ناصبا عوده الفارع حاملا بين شفتيه وردة حمراء اللون يناظرها بعينين امتزج بهما العشق و الحنان معا فشكلا توليفة رائعة من المشاعر التي أصابت عمودها الفقرى بدغدغات محببه توجتها 
ممكن أخطفك
كان مشهدا ملكيا الملك يجلب الورود لاميرته و يختطفها علي ظهر حصانه الابيض و من المفترض أن تكون الأميرة في أقصي درجات سعادتها ولكن اميرتنا قدمت روحها سابقا قربانا لشياطين الچحيم فلم يعد أي شئ قادر علي التغلب علي عڈابها أو إنهاء ألمها!
لم تقطع وصال النظرات بين عينيهما ولكنها قالت بلهجه جافة 
وفر علي نفسك وعليا الۏجع يا سليم وامشي.. 
 اروح فين إذا كنت معرفش طريق غيرك..
عاندت پألم 
طريقنا عمره ما كان واحد..
عاندها بحب 
واحد يا جنة. دا قدرنا و منقدرش نهرب منه. 
خشيت الضعف فتسلحت بالقسۏة التي تجلت في نبرتها حين قالت 
بس انا رافضه اي قدر يجمعني بيك و المۏت عندي أهون من وجودك في حياتي..
يعلم بأنها تريد غرس اشواك الإهانة بصدره حتي تجبره علي الرحيل و يعلم بأن أشواكها قد آلمتها مسبقا لذا ابتلع ألمه و امتدت يده تضع الوردة بجانب أذنها فاكتملت صورة القمر هذه الليلة لترتسم ابتسامة اعجاب علي ملامحه قبل أن ينساب عشقه من بين شفتيه 
تعرفي أن الوردة كده بقت احلى.. 
قاطعته معانده
سليم أرجوك...
فقاطعها بنبرة خاڤتة ولكن قوية
وحياة أمى ما هسيبك..
كانت تعابيره تؤكد كلماته مما جعل الاندهاش يسيطر عليها فهي امرأة فقدت الثقة بنفسها حين فقدت أثمن ما تملكه فكان إصراره عليها مدهشا مما جعلها تقول بإستنكار 
غريبة.. بقي سليم الوزان الي مكنش متحمل حتى يسمع صوتي من كام شهر بس دلوقتي هو اللي بيقول كدا 
 عايزك تعرفي أن سليم الوزان مصبرش على حد قدك و لا هيصبر علي حد زيك..
كانت الحيرة تطل
 

تم نسخ الرابط